تداعيات فيروس كورونا على سوق الهواتف - Dr.Fone

تداعيات جائحة كورونا على سوق الهواتف

كغيره من القطاعات الأخرى، طالت تداعيات فيروس كورونا سوق الهواتف، لكن قطاعاتٍ خدمية عدة مثل مواقع التخزين السحابي برعت في تطويع هذه الجائحة وتجاوزها.

تداعيات جائحة كورونا على سوق الهواتف

نستعرض في المقال التالي تداعيات فيروس كورونا التي طالت سوق الهواتف.

التأثير الأساسي التي طال سوق الهواتف

بالاطِّلاع إلى الاستقصاءات البحثية، ستكتشف وجود انخفاضٍ حادٍّ أصاب عوامل عدة بدءاً من الانتاج وصولاً إلى العوامل التي تؤثر في الطلب على الهواتف. فضلاً عن الخسائر المتسارعة غير المسبوقة التي بلغ معدلها 13% في الربع الأول من السنة، كما أن غالبية شركات إنتاج الهواتف تواجه المأزق ذاته،

أوجه التأثير التي طالت سوق الهواتف

1. تراجع الطلب

أعلنت غالبية الدول إغلاقاٌ طارئاً لتجنيب سكانها الإصابة بفيروس كورونا، ما أدى إلى فقدان الكثيرين لوظائفهم وتخفيض رواتب البعض فيما توقفت رواتب الآخرين،

قفز معدل البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية إلى 14.7%، لكن ذلك لم يكُن مقتصراً عليها، بل امتد ليشمل العالم بأسره، حيث فقد أكثر من 20 مليون شخص مصادر دخلهم.

لا شك أن ذلك دفع الناس إلى إنفاق مدخراتهم المتواضعة لشراء الأساسيات اليومية التي تفرضها عليهم الجائحة مثل الطعام والأدوية وما شابه.

في ظل هذه الظروف الاقتصادية الخانقة، من الطبيعي أن يمتنع أيّ كان عن شراء هاتفٍ جديد إن كان يمتلك واحداً، فضلا عن عجزه عن تحديث جهازه الذي يستخدم.

عطفاً على ما سبق ذكره، يتأثر سوق الهواتف بتراجع الطلب عليها وعلى ملحقاتها كذلك، دون أن يعني ذلك أن الهواتف هي أقل فائدةً للمستهلكين، بل يشير إلى تغيُّر أولويات الشراء عندهم نتيجةً لما تفرضه الجائحة.

تراجع الطلب

2. انخفاض معدل الإنتاج

اضطُّرت شركة Samsung مثلاً إلى خفض معدل إنتاجها الشهري بنحو 10 ملايين جهازٍ وذلك بحسب مصادر الأخبار الكورية، وهو ما يمثِّل أقل من متوسط إنتاجها الشهري، كما أغلقت المصانع أبوابها في الهند والبرازيل، الأمر الذي سيجعلها عاجزةً عن المحافظة على معدل إنتاجها المُعتاد حتى إن كان ذلك مجدياً اقتصادياً.

دعمت الشركات المصنِّعة السوق بكمياتٍ محدودة، رغم ارتفاع كلف الانتاج نظراً لشروط السلامة الصحية التي فُرِضَت عليهم، فضلاً عن أن انخفاض الطلب يقتضي بالضرورة تراجع معدل الانتاج، وبالنتيجة، يمكنك ملاحظة الانخفاض في معدل الانتاج الذي كان فيروس كورنا السبب الرئيسي وراءه.

3. ارتفاع معدل استخدام الهواتف

أُجبِر الناس على التزام منازلهم نظراً لقوانين الإغلاق (حظر التجوال)، ما دفع معظمهم إلى الخروج في بث مباشر على YouTube وممارسة ألعابهم الإلكترونية وتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي للترفيه عن أنفسهم، الأمر الذي جعل الهواتف الذكية تحظى بمعدل الاستخدام الأعلى مقارنةً بغيرها من الأجهزة.

فيما يتعلق بنظام التعليم، نجد أن الجميع يواظبون على أداء واجباتهم مستعينين ببرامج الزمن الحقيقي مثل Zoom وMeet والبث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يزداد اعتماد الطلبةِ على الهواتف الذكية أكثر من اعتمادهم على الحواسيب الشخصية أو المكتبية لسهولة حملها.

وعلى صعيدٍ آخر، توجَّه الناس إلى الإنترنت لإنجاز أعمالهم، الأمر الذي يؤكد أن الهواتف الذكية أصبحت أكثر الأدوات المساعدة استخداماً في ظل جائحة كورونا.

لا شك أن ارتفاع معدل استخدام الهواتف سيساعد بعض الشركات على كسب بعض الأرباح نظراً للارتفاع المُحتَمل لمبيعات التطبيقات، فضلاً عن ارتفاع أرباح الشركات المزوِّدة لخدمة البيانات الخلوية بالتزامن مع زيادة استهلاك المستخدمين لها.

4. سوق الأسهم

يبدو جلياً من خلال تقرير شركة Counterpoints حدوث تحوُّلاتٍ في سوق أسهم الهواتف الذكية، حيث واجه هذا السوق ركوداً اقتصادياً بدءاً من الشركات المصنعة والمسوِّقة وصولاً إلى الباعة في الأسواق، لكن المعدل ليس ثابتاً بالمطلق، فشركة Samsung مثلاً تمتلك 20% من أسهم السوق في الربع الأول من عام 2020، بينما بلغت النسبة في الربع الأول من عام 2019 21%.

مع انخفاض المعدل سهماً واحداً، استغلَّت شركات أخرى هذه الفرصة، حيث ازداد معدل شركة Apple 2%، بينما حافظت شركة Huawei على معدلها، كما انخفض انتاج جميع الشركات سالفة الذِّكر في العام 2020 مقارنة بسنة 2019، مع توقع حدوث تحوُّلات إضافية في سوق الهواتف نظراً لاستمرار قوانين الإغلاق.

5. تطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس

قبل تفشي الجائحة، كانت تسعى الشركات جاهدةً إلى تزويد الهواتف بشبكة اتصالات الجيل الخامس، وأوشك ذلك أن يحدث في ظل انخفاض معدل الأرباح وانكماش السوق رغم أن ذلك قد يتأخر بعض الوقت، لكن شركاتٍ مثل Apple وSamsung أطلقت بالفعل أجهزتها المزوَّدة بشبكة اتصال الجيل الخامس وخدماتها.

لم يُقبل العملاء عليها بداية كما توقعت تلك الشركات، لكنها حقَّقت بعض الأرباح رغم إطلاقها في ظل هذه الظروف،

مع استخدام شبكات الجيل الخامس، قد تسعى شركاتٌ مصنِّعة أخرى إلى تعزيز وجودها في ظل جائحة كورونا، لكن الأمر المؤكَّد يتمثَّل في أن الشركات التي تصنِّع منتجاتٍ متنوعة الجودة ستعاني أكثر مقارنةً بشركة Apple.

إن التأثير الأساسي لجائحة كورونا لم يقع بعد، حيث أدلىBen Stanton كبير محللي شركة Canalys بتصريحٍ مفاده: "تتوقع معظم شركات إنتاج الهواتف الذكية أن تصل تداعيات فيروس كورونا ذروتها في الربع الثاني من العام، حيث سيمثِّل ذلك اختباراً لدرجة احتمال هذه الصناعة، و قد تفشل بعض الشركات لا سيما شركات تجارة التجزئة التي لا تتلقى دعماً حكومياً"

إمكانية تجاوز شركات الهواتف لهذه الجائحة

كانت لجائحة كورونا تداعياتٌ سلبية على جميع شركات الهواتف الذكية وما تزال، كما أصبحت الهواتف في هذا العصر الرقمي ضرورةً أساسية أكثر من كونها وسيلةً للترفيه، لذلك من المتوقع أن يتجاوزوا هذه المحنة تدريجياً وبطرائق مدروسة بعد أن يستعيد الناس وظائفهم ويلتفتوا مجدَّداً إلى العناية باحتياجاتهم.

نتَّفق مع ما قاله المحلل Ben Stanton بأن بعض الشركات قد ينكمش حجمها وأن بعض تجَّار التجزئة قد يُخفقون في تجاوز هذه الكارثة، ما لم تقد لهم حكوماتهم الدعم الكافي.

للحصول على المزيد من الأخبار المتعلقة بالهواتف، ابق على تواصل مع موقع Dr.Fone، وإن كان لديك أي تساؤل، فسارع إلى تدوينه في التعليقات.